A review by moudi
نساء كازانوفا by واسيني الأعرج

challenging dark emotional sad tense slow-paced

2.5

واسيني الأعرج ليس روائي مبتدئ وهذه ليست روايته الأولى فكيف تكون بهذا الشكل؟ 
<b>ضاع بين رغبته و مسار روايته : </b>
<b><blockquote>❞ أنتَ سيِّد إرادتك، وكنتُ أنا في عالم لم يكن لي. ❝ </blockquote></b>
فكرة الرواية مبهرة ، رجل أعمال عملاق يتعرض للشلل، في مدينة منارة سيتي المتخيلة تتسابق الصحف في إعلان وفاته .. لكنه لم يمت بعد بل يطلب مقابلة زوجاته الأربع لجلسة مصارحة و مسامحة حيث تبقى معه وحدها و تعاتبه و تغفر ، يضع واسيني الإطار الاجتماعي في الواجه ، علاقة التاجر لوط الملقب كازانوفا بأهل مدينته و علاقته بالنساء ، مأزق المرأة في الزواج وواقعها في المجتمع يأتي بالصدارة بعده تأتي سلطة التاجر في البلد و أثره في مجتمعه ، وهنا تكمن قوة الرواية فالمؤلف يجسد مشاعر المرأة بصراحة منعشة تجعلني أعتقد بأنه قد جالس نساءً وراح يسألهن .. كيف هو شعوركِ وزوجكِ ينام مع زوجته في غرفة بجانب غرفتكِ؟ .. ما هو شعوركِ حين تعلمين بخيانته الجنسية في يومكِ الثالث من النفاس؟ .. وما شعوركِ حين يأتي محبوبكِ فيغتصبكِ!؟ ، شجاعة المؤلف جعلتني أتمنى لو كانت هذه الرواية من تأليف مرأة فهو مازال جاهلاً! ، غشاء البكارة والهوس الجنسي وأفكار أخرى مغلوطة .. ربط الدم و الاختراق باللذة ! ، تلك الأفكار جاءت على لسان البطلات أنفسهم! فهل يعلم واسيني أن النزيف ليس شرط العذرية! بل يعني أن المرأة تعرضت لقسوة غير ضرورية .
يحول المؤلف إحدى الشخصيات إلى الشذوذ دون سبب مفهوم ويضع مع الخادمة المغتصبة سكرتيرة زنى بها أيضا ، يمكن الكتابة عن خيانات لوط دون تحويل كل خيانة إلى شخصية! .
<b><blockquote>❞ يجب أن يخجلن من أنفسهنَّ كيف تتمنَّع نساء تقيَّات، صائنات لفروجهنّ من رجل منحهنّ كلّ شيء، بما في ذلك فتح أبواب الجنَّة؟ فقد وفَّرتَ لهنَّ فرصة خدمتك
 ماذا كنتُ سأفعل من دونك؟ كلّ درهم يذهب نحوك، هو أجر يُحسب لي 
الله لا يحرمنا من بركاتك يا سيِّدي لوط ‫ 
طافا معًا بالعائلات، بعد أن قطعا مسافات كبيرة داخل المدينة وخارجها كان الإمام زكريَّا هو من يتكلَّم في كلّ مرّة، وكازانوڤا يهزّ رأسه بالموافقة فقط ثم ينتهي الحديث بسجال طويل حول كيفيَّة تطوير الشراكة، وحال السوق الصعبة، وتجاوز مرحلة الانكماش التي كسرت كلّ المشاريع ‫ عندما عاد كازانوڤا إلى البيت، كان الليل قد غلّف المدينة، والإمام زكريَّا انسحب منتشيًا بانتصاره على نفاق النساء وشرّ وسواسهنّ في آذان أهاليهنّ، كما يحلو له أن يقول. ❝ </blockquote></b>
ثم أنه أراد أن يجعل للرواية جانب سياسي و إسقاطات رمزية على السياسيين و الحاكم ، فمثلا كل إمام في الرواية هو إمام فاسد يستعمل الدين لمصالحه! و الأجانب يتعاقدون مع لوط وحده و للوط عملاء في كل مكان! أي منافس أي كاره ينتهي أمره سريعاً! .. لكن من هو لوط يا واسيني؟ التاجر العملاق لأبد أن يصارعه تجار عمالقة أيضا فأين هم؟ .. التاجر العملاق سيجد إمام يشرع له الفساد لكنه لن يملك كل إمام وشيخ في البلد! لا يوجد شيخ يعارضه؟ حسنا ، ماذا عن إمام فاسد صديق لتاجر منافس؟ لا يوجد! ، خونة للوط أو رجال أمن صالحين؟ لا يوجد أيضا ، الجانب السياسي في الرواية غير منطقي وتشعر به محشور لسبب في بطن الكاتب .
الخاتمة كانت تخلص من شخصية جعلها المؤلف مشكلة ، دخول الطائفة الدينية المتطرفة فجأة و التحولات العجيبة، ما المشكلة في النهاية المفتوحة؟ ثق بالقارئ ، أخبرتنا بجنون بشير و عرفنا نيته .. انتهى هنا تختم لا داعي لسحب الشخصيات و وضع حزام ناسف والهكر يدخل أيضا! حفله لا نحتاجها في النص! .

<b>مسرحية أم رواية؟</b> 
سرد العمل لا يقوم بدوره فالحوار ينوب عنه ، مشكلة ذلك في تحول الشخصية من الرواية إلى المسرح ، الأمر سيكون مفهوم لو كانت شخصية الزوجة تخبر لوط المشلول عن أمور يجهلها وهذا مالم يحدث! ، فالشخصيات تعرف بنفسها و بحياتها لبعضها البعض كأنهم في أول لقاء! ، يعلم واسيني أن تلك مهمة السرد في الرواية بأن تحمل للقارئ الأحداث و الواقع بعيداً عن الشخصية التي يمثل حوارها صفة من صفاتها الداعمة لأوصافها الأخرى في السرد .. هذه ليست اول رواية!! .

<b>لماذا نقرأ الرواية؟</b>
<b><blockquote>❞ رأيت كلّ شيء يتغيَّر أمام عينيَّ، ولم أقل شيئًا. أنت كنتَ تحت ضغط جاذبيَّات أخرى، وأنا بدأت أدخل بئر الصمت.
‫ في هذه، أشهد أنَّي كنتُ غبيَّة قليلاً. ❝ </blockquote></b>
الرواية ليست جيدة لكنها جميلة في الكشف عن الوجدان الأنثوي .. زوجته الأولى أحبته ولم يحبها، الثانية تحب نموذج الرجل المثقف لا هو ، الثالثة لم تحبه قط وهو يعرف ، الرابعة رغبت في تملكه فأحبها ، وفي حكاية كل واحده يظهر ظل الأخريات بصورة مؤلمة، ومن المضحك أعتقاد ثابت عند كل واحدة بأن الأخرى تستمع بفراش زوجها ولو سألت لأكتشفت حجم خطأها . الرواية لا تصور علاقة رجل معدد بزوجاته بقدر ما تصور علاقة المرأة بزوج يستطيع إفساد حياتها وسرقة عمرها فقط لأنه يريد ، زوجات لوط لم تكن مشكلتهن في مشاركته .. بل مشكلتهن هو بذاته ، أحببت شخصية رقية لأنها الوحيدة التي بقت لتنتقم لنساء كازانوفا جميعهن ، وشخصية كبيرة موجعة بقدر واقعيتها.  
تمنيت في لحظة أن ينهض لوط ليكشف عن فخ نصبه لهن .. ماذا لو لم يكن مشلول ؟ سؤال دار في رأسي وأنا أقلب الصفحات وأفكر بنساء قامن حين طاح الرجل ماذا هن فاعلات اذا قام؟! .. لكن واسيني مشغول بالكتابة عن فض البكارة و العذرية . 

Expand filter menu Content Warnings