A review by moudi
ارتطام لم يسمع له دوى by بثينة العيسى

sad slow-paced
  • Plot- or character-driven? Character
  • Strong character development? No
  • Loveable characters? No
  • Diverse cast of characters? N/A
  • Flaws of characters a main focus? Yes

1.5


العمل الأول للمؤلف مثل المعلم التاريخي ، أثر يشهد على نمو المؤلف و تطوره أو ذبوله و انحداره، العمل الأول يحمل البذره الأولى لفكر و سرد المؤلف .. لهذا حين وجدت نفسي استملح نصوصها الموضوعية و أستثقل نصوصها القصصية قررت أن أخصص مشروعاً لقلم بثينة .. نقرأ من اول ورقة كتبتها إلى أخر وحده .. لكنها بنفسها هدمت مشروعي و صدمتني !

<b> ما قبل الصدمة : </b>
هذه الرواية كتبتها بثينة في عمر ٢١ سنة ، وهو عمر مبكر جداً بنسبة لعصرنا الحالي ، لهذا يتوقع المرء قلة خبرة واندفاع عاطفي في النص ، ثم  نشرتها بعد سنتين في سنة ٢٠٠٥ ميلادي ، ومن اطلع على الأدب العربي عموماً من الستينات ربما إلى نهاية سنة ٢٠١٥ سيجد في أغلب الأعمال الثالوث المقدس .. ماهو ثالوث ادباء العرب الجادين ؟ الإلحاد و الجنس و المعارضة السياسية ... في الواقع لن يقال هكذا في الكتب بل سيقال الدين و الأخلاق و السياسة .. لكنك تعلم فور قراءة القصة أن المقصود ليس نقاشاً عقائدي ولا قضايا أخلاقية ولا فحصاً سياسي ، يرجع ذلك لركوب أغلبهم موجة التيار الليبرالي وهذا موضوع طويل يقرأ في بابه . 
هل سلمت رواية بثينة العيسى من هذا كله؟ 
في الواقع لا.. ونعم ربما قليلا ، كيف؟ لأن رواية ارتطام لم يسمع له دوي كتبتها المؤلفة مرتين!!!. 

 <b> الصدمة : </b>
<b><blockquote>❞ الكتابة ندمٌ متواصل على ما فات أن كُتِب، وعلى ما لم يُكتَب بعد. ❝  - عبدالسلام بن عبدالعالي في قراءات من أجل النسيان </blockquote></b>
لماذا جاءت بثينة بعمر ٣٦ سنة تغير رواية ابنة ٢٣ سنة؟ ، لماذا رفضت بأن تحافظ على خطواتها الأولى فعادت ومسحتها وراحت تكرر ذات المسار بشكل آخر!؟ المثقفة بثينة العيسى .. للكتابة أركان و الندم مثل الأصالة ركن ، إن العمل الأول له قداسة البداية .. أفأحرق صور الطفولة لأني كنت قبيح وقتها؟ ، ثم هذه خيانة للقراء .. أن يعجبني تشبيه ثم لا استطيع اقتباسه لأنه أنحذف! .

<b> ما بعد الصدمة : </b>
ارتطام سنة ٢٠٠٥ أم ارتطام ٢٠١٨؟ هذه المراجعة للروايتين .. لنبدأ بما هو مشترك ثم مختلف .
<i> عن ماذا الرواية؟</i>
هل تعرف أفلام اليافعين الأمريكية؟ حياة الجامعة و الخروج الى عالم جديد و الالتقاء بالناس جدد ؟ حسنا ،تتحدث الرواية عن فرح طالبة في الثامنة عشر من عمرها تسافر لأول مره و تلتقي برجل يبلغ السادسة و العشرون يعمل مترجماً لها حيث جاءت للمشاركة في مسابقة في علم الأحياء .. ومنذ بداية الرواية يمكنك أن تشعر بأن الرجل بدون .. فالمؤلفة مع فائق الإحترام تضع كراهية الكويت أساساً فيه ولأنه لا يملك فكراً سياسي مجرد تسخطات و حلطمة فهو قطعاً ليس لاجئ سياسي بل بدون .
<i> خط سير الأحداث الغريب </i>
<b><blockquote>❞ أن أجلس على ضفة بحيرة باذخة الزرقة، تنعكسُ على أديمها أشكال السحاب، متربعة على سجادة عشب رطيب، وبجانبي بدويٌ لا أعرفه، ودلة قهوة عربية وفناجين، وكأنك تأبى إلا أن تشير إلى هويتنا المعطوبة، الهوية التي تنكرتَ لها بجفاء، ولكنها تسكنك بوله ❝</blockquote></b>
لا يوجد في ذهن المؤلفة خط واضح لاحداث قصتها ربما لأنها لم تقرر بعد النهاية ، ففي كل فصل ترى حدثاً وجد ليكون مساحة لحوار بين البطلين ، وحدها الأحداث المتعلقة بالمسابقة بدت متفقة أما تلك التي ترمى هكذا جاءت مزعجة كأوساخ على لوحة فنية ثم تفهم لاحقاً بأنه يفترض أن تكون جزء من اللوحة! ، لم تغير بثينة المشاهد حين اعادة كتابة الرواية وليتها فعلت ما دامت قد قررت التغيير ، فلعلها قد سافرت إلى السويد فتجعل مشاهد تدخل القارئ إلى الارض الجديدة .. السويد في الرواية لا معنى لها فلا رأيت ولا شممت ولا تذوقت .. البطلة فرح لا تحتك بالثقافة الجديدة لا تزور معالم و البطل ضاري لا يثير اسئلة حقيقية ولا يعيد انعكاس الأفكار .. وهذه المشكلة الثانية.
<i> الشخصيات طفولية </i>
رغم أنهم اربع شخصيات لكنهم أشبه بشخصيات سبيستون ، نمط واحد .. الفتاة المرحة والشاب السيء و المعلم الفاسد و الصديقة الصينية المغفلة! ، وفوق هذا الشخصيات مشحونة عاطفياً خاصة البطلين ، أكثر من حوار يتفجر على ولا شيء! ، أتوقف عن القراءة و أتساءل شنو صاير شفيهم هذيل! ، مثال : 
<b><blockquote>❞هل تودين ركوب القارب؟
‫- يجب أن أذهب.
‫ أنهضُ بتثاقل، أنفض الغبار على ذيل قميصي، تبقى أنتَ على السارية، تحدق إلى الماء، شلل ما قد أصابك،  في عينيك انطفاء كثير.
‫- لا تذهبي.
‫- غدًا الاختبار النظري.
- عليكِ اللعنة، ألم تتعلمي شيئًا اليوم؟ ‫
- يجب أن أذهب ‫
- لا تفعلي يا مجنونة!
 ‫- يجب ذلك
 ‫- غبية! ‫ 
- تافه! ❝</blockquote></b>
<i> القلم عربي و الحبر أجنبي </i>
قبل أسبوعين تقريبا ظهرت بثينة في لقاء على بودكاست جلسة ، تقول فيه إن ال mindset الاجنبي مشكلة تسبب في انحصار الفصحى 
الرابط: https://youtu.be/ms4VASEsrD8?si=dccwkS08Jrplmb5B
الموضع : 1:21:00
هل تغير الرأي ؟ في هذه الرواية تكثر على لسان الابطال أقوال اجنبية ( عليكِ اللعنة !، بحق الله ، لأجل الله ، إلى الجحيم ) كان عليها حذفهم كما حذفت بحق الجحيم من النص سنة ٢٠١٨ ، وكان عليها عدم تغيير عفواً التي قالتها الفتاة لتقول أسفة! العربي حين يضطر إلى قطع حديث فانه يطلب العفو  .

هذا ما اشترك في النسختين فماذا أختلف؟
<i> تعديل في هوية الشخصيات ، فرح بدوية تسكنها صحراء الكويت لا نجد ، ضاري رجل بدوي حزين لا bad boy </i>
<b><blockquote>2005 : ❞ أصواتهم تتلاقح، تتمخضُ ضجيجًا، وفد الصين، وفد فرنسا، وفد المكسيك، وفد فنلندا، ودولٌ لم أسمع بوجودها من قبل. أبدو بينهم كعشبة ضارة. الجميع ربما لا يراني إلا برميل نفط وبلادة !. أتكوّر عليّ، مثل نطفة نسيت أن تنمو، ❝
 2018 : ❞ أصواتهم تتلاقح، تتمخضُ ضجيجًا، وفد الصين، وفد فرنسا، وفد المكسيك، وفد فنلندا، ودولٌ لم أسمع بوجودها من قبل. أبدو بينهم كعشبة ضارة. أتكوّر عليّ، مثل نطفة نسيت أن تنمو، ❝
2005 : ❞ سأبتدع علماً يخصني، الأحياء العربية المعدلة، من نجد اللاحياة صحراء النفط والبشوت، من مكان كهذا بوسعي أن أجيء بقوانين خاصة! ❝
2018: ❞ سأبتدع علماً يخصني، الأحياء العربية المعدلة، من صحراء النفط والبشوت، من مكان كهذا بوسعي أن أجيء بقوانين خاصة. ❝
2005: ❞ ‫ أي حماقة؟ أحقًا أنني أتمرد على ما سمّيته «وقاحة وطن» أم أنني مجرد مراهقة مفتونة برجل طاغية؟ هل الحقيقة أنني أرفض المثول بين يدي عارٍ لم أحسب حسابه ؟ أم تراني عاشقة وحسب، لا تريد أن تضيع وقتها في ملاحقة أوراق الاختبار فيما هي مغادرة هذه الأرض إلى الأبد بعد أيام قلائل ❝
2018: ❞ ‫ أي حماقة؟ أحقًا أنني أتمرد على ما سمّيته «وقاحة وطن» أم أنني مجرد مراهقة مفتونة برجلٍ لا منتمٍ؟ هل الحقيقة أنني أرفض المثول بين يدي عارٍ قديم؟ أم تراني عاشقة وحسب، لا تريد أن تضيع وقتها في ملاحقة أوراق الاختبار فيما هي مغادرة هذه الأرض إلى الأبد بعد أيام قلائل ❝
2005: ❞ - إنك لا تستطيع إيذائي يا ضاري.
‫- اصمتي.. لا أريد أن يقاطعني أحد.. حتى أنتِ! فرح، انت تتقنين إيلام رجل وهذا يجعلك في عرفي امرأةشرقية تامة الأنوثة!. لماذا تبكين الآن؟ نامي يا حبيبتي.. وانسي كل ما أقولهُ، لماذا تجعلين نفسكِ سائغة هكذا؟ ❝
2018: ❞ - إنك لا تستطيع إيذائي يا ضاري.
‫- اصمتي.. لا أريد أن يقاطعني أحد.. حتى أنتِ. لماذا تبكين الآن؟ نامي يا حبيبتي.. وانسي كل ما أقولهُ، لماذا تجعلين نفسكِ سائغة هكذا؟ ❝</blockquote></b>
نعلم أن جذور بدو الكويت تعود إلى شمال و جنوب و مركز السعودية .. لكنه لا يوصف على أنه بدوي سعودي! ، مشكلة الهوية في النسخة الأولى حيث تجعل البطلة تنتمي إلى صحراء نجد متناسية صحراء الكويت حلتها بثينة في نسختها الجديدة، وليس في الرواية أصلا نقاش عن هوية البدوي الكويتي ، حتى طرقها لمفهوم العروبة بمعول بلاستيك لا معنى له ، ففي أكثر من مشهد تذم البطلة العرب .. وهنا ننتبه إلى أنها لا تميز بين الواقع العربي و الجنس العربي ! ، وهذا قد يبرر في النسخة الأولى على أنه يأتي من لسان مراهقة لكن ماذا عن الذم الذي يأتي من ضاري؟ هو أيضا فقير فكرياً ولا تجعل المؤلفة أفكاره تهديداً للقارئ ، كما أنه تغير ففي النسخة الأصلية يمكن وصفه بالدارج بأنه" باد بوي " فهو يشتم يلعن قليل ادب ، معاملته للفتاة مراهقة سيئة تصل إلى التهديد بقطع العنق! ثم يتغير إلى رجل غامض حزين في النسخة الثانية ، لكن المشكلة عدم الاتساق ، حذفت المؤلفة مشاهد معينة كي تجعله شخصية متحفظة إلا أن هناك مشاهد متصلة قديمة تربك هذا التغيير فكيف بالذي لا يصافح حتى يخرج معها في نزهة ! ، ضاري كتب ليكون فلما أرادت تغييره مسخته . 
وهنا ربما يطرح سؤال .. لماذا جعلت البطل سيء؟ رغم أنها تهدي الكتاب لكل من هم على شاكلته - وهم أكيد ليسوا قراء - ، لعل السبب هي الأنانية الطفولية في ذهن المراهق .. ربما في سن ٢١ ما زالت بثينة الصغيرة تؤمن بأنه حب حقيقي إذا غيرت المرأة الرجل .. فماذا لو أنكسر لأجلها!؟ إنه قمة الحب ، وتذكرت هنا فيديو عفوي لنضال تفكر فيه بصوت عالي ممتع للمشاهدة 
https://youtu.be/6KMZZoT3-hI?si=WRt3kZmRkPBwq7v1

<i> حذف أوصاف عنصرية و شهوانية وحذف مشاهد زائدة وحذف أفكار معينة! </i>
<b><blockquote>2005: ❞ يرمقني الأستاذ، يردد، مثله مثل الجمع هنا من الشقر الغرل و الخنازير المخنزرة و القناطير المقنطرة و الكؤوس المحرمة يتجرعها بنشوة ، يا لها من طفلة عربية! ويترك لي عبثية التأويل بامتداد المسافة الواصلة بين الفراسة والسذاجة. ❝
2018: ❞ يرمقني الأستاذ، يردد، مثله مثل الجمع هنا، يا لها من طفلة عربية! ويترك لي عبثية التأويل بامتداد المسافة الواصلة بين الفراسة والسذاجة. ❝
2005: ❞ أنا لستُ غبية يا ضاري. لقد كنت الأولى في المدرسة طوال عمري.. لستُ غبية، ولا أقل من عمري ، ولا من الصينية التي تنام عارية و تشخر كالضفادع ،كل ما أريده هو فرصة عادلة كالآخرين، كل ما أريده هو تدريبٌ كفؤ. هو ماء وجهي، هو.. آآآه! الأمر لا يهمك! ❝
2018: ❞ أنا لستُ غبية يا ضاري. لقد كنت الأولى في المدرسة طوال عمري. لستُ غبية، ولا مهملة، ولا كسول. كل ما أريده هو فرصة عادلة كالآخرين، كل ما أريده هو تدريبٌ كفؤ. هو ماء وجهي، هو.. آآآه! الأمر لا يهمك! ❝
2005: ❞ أخرجت من جيبك قطعة بسكويت و وضعتها في حجري:
‫- كُلي. 
‫- لستُ جائعة.
‫- كُلي!
لم تضيع وقتك بمزيد من الكلام ، لانني  امتلت لأوامر بدت لي لحظتها مدفوعة بحب خفي 
-كُلي!
‫ الباصُ يخترقُ حقولَ الذرة، ممتدة كسجادة ضوء، أسرح في ملامح عاميْن من الكدحِ لأجل أن أكون في مكاني هذا. ❝
2018: ❞ أخرجت من جيبك قطعة بسكويت، وضعتها في حجري:
‫- كُلي. 
‫- لستُ جائعة.
‫- كُلي!
‫ الباصُ يخترقُ حقولَ الذرة، ممتدة كسجادة ضوء، أسرح في ملامح عاميْن من الكدحِ لأجل أن أكون في مكاني هذا. ❝
2005: ❞ ‫- إن الرأي القائل بأنه «لو لم يكن الرب موجوداً لاضطررنا إلى اختراعه» أو التسليم المطلق بضرورة وجود رب لم يعد صحيحًا بعدما أحرزه العلم من تقدم فالحاجة الملحة الى رب لمجرد ان نقنع الفضيلة بمزيد من التواجد أمر ينبغي تجاوزه لأن الأخلاق هي الأخرى تخضع لاعتبارات النسبية ، عوضا عن كوني لا أصدق ما ورد في الإنجيل عن خلق العالم ، فكيف يخلق الله النور في اليوم الأول ويخلق الشمس في اليوم الرابع؟ ❝
2018: ❞ ‫- إن الرأي القائل بأنه «لو لم يكن الرب موجوداً لاضطررنا إلى اختراعه» لم يعد صحيحًا. لقد أثقلتنا الأديان بخرافاتٍ ضربت قدرتنا على التفكير. وعلى رأي القائل، كيف يخلق الله النور في اليوم الأول ويخلق الشمس في اليوم الرابع؟ ❝</blockquote></b>
والامثلة كثيرة وكلها تدل على تغير عقلية المؤلفة ، فالعنصرية وغيرها في النص لا يبدو انها مقصودة نابعه من فكر المؤلف او فكر الشخصية فقد جاءت على الهوامش .. إذن هي زوائد استملحها عقل المؤلفة وقد تغير ذوقها.. ربما لم تعد ترى بأن الأخلاق نسبية ولم يضحكها وصف الشرق أسيويين بالضفادع ، لكن ماذا بقى من صفات الرواية الأولى في رواية بثينة الأولى؟؟

<i> تغير جذري في السرد مع الحفاظ على الأسلوب </i>
العامود الفقري للرواية .. السرد وهو هنا معضلة ، ففي النسختين نعلم أن الراوية فرح تحكي عن ما مضى كأنها تعيد نفسها للماضي ، فرح الراوية لا تظهر بمعنى لا نرى أين هي الآن بعدما أنتهت الأحداث، فرح الوحيدة التي نعرفها هي تلك ابنة الثامنة عشر ، طريقة التعبير في النسخة الأولى متسقة مع فرح المراهقة فهي تأتي عاطفية انفعالية ومبالغ فيها .. في النسخة الثانية فرح المراهقة أعقل ..و كأن صوت فرح الراشدة دخل! ، هل قصدت بثينة ذلك؟ ان هذا اختلاف جذري بين النسختين .. فهنا فرح واحدة وهناك فرحتين. 
<b><blockquote>2005: ❞ أشتهي أن أتربّع فوق الكرسيّ، فخامة الحضور العالمي من الطلبة والأساتذة لا تسمح باقتراف العفوية حتى لو كنت طوال حياتك معتادا على الأكل على الأرض مقرفصا فوق سجادة فارسية وهذا الطويل بنظارتين سميكتين يحدّق في الكرسي الفارغ أمامي متسائلا عن مدى تقبلي لوجوده. يتراجع فورًا، احتمال وارد جداً أن أثور لمجرد انني احمل سحنة العرب ، شرقية مثلي، كيف تتصرف لو ان رجلا تجرأ وجلس بجانبها.. إلا بصفعه أو بصفعه ؟❝
2018: ❞ أشتهي أن أتربّع فوق الكرسيّ، ولكن هيبة الحضور العالمي من الطلبة والأساتذة تقنن خياراتي، وهذا الطويل بنظارتين سميكتين يحدّق في الكرسي الفارغ أمامي متسائلا عن مدى تقبلي لوجوده. يتراجع فورًا. ❝
2005: ❞ ‫- أليس هذا عملك.. الترجمة؟ 
‫- ستكون آخر مرة أوافق فيها على مهمة كهذه .. أن تلغي نفسك من الخارطة لتمجد أقوال الآخرين كما لو أنها نص مقدس ، المشكلة أن بوسعي أن أحدّثكِ عمّا هو أمتع! 
‫- لا شكرًا.
يالقدرتك الرائعة على الحذلقة ! البغيضة أبدا،  المتعالية أبدا، المستغلة بشراهة متناهية سذاجة حواسي وبدائية خبرتي ، وتفتحي الأول الوشيك ، أكرهك كل مرة تتعمد أن تتحدث بتلك اللغة التي لا أفهما ،‫ بدت مفارقة ساخرة، أن تكون الوحيد الذي يتحدث لغتي وآخر شخص أفهمه، آخر شخصٍ أتحسس معه جغرافيا مشتركة، ❝
2018: ❞ ‫- أليس هذا عملك.. الترجمة؟ 
‫- بوسعي أن أحدّثكِ عمّا هو أمتع! 
‫- لا شكرًا.
‫ بدت مفارقة ساخرة، أن تكون الوحيد الذي يتحدث لغتي وآخر شخص أفهمه، آخر شخصٍ أعثر معه على جغرافيا مشتركة، ❝
2005:❞ تبتسمُ مشفقًا، تهز رأسك هزة أسى وكأنك تشعر بالندم لما قلته، بالألم لما تفعله ،بمرارة مبطنة وكثير من الدجل تحاول أن ترمم هذا الذي ارتعش فيّ بذعر ،تردفُ قائلاً: 
‫- لا تبتئسي، العالم ينبغي أن يدرك أن هذه الجوائز لا تضيف ابداعاً، ألم تخترع الجائزة أصلا تكفيرًا عن خطيئة الديناميت؟ ❝
2018: ❞ تبتسمُ مشفقًا، تهز رأسك هزة أسى وكأنك تشعر بالندم لما قلته، تردفُ قائلاً: 
‫- لا تبتئسي، نوبل مشبوهة أصلًا.. ألم تخترع الجائزة أصلا تكفيرًا عن خطيئة الديناميت؟ ❝
2005: ❞ الخجل يتقاطر من محياي حبات عرق و حمرة ، أختلس النظر إليك، ناشزيْن وشاحبيْن، لا يجمع بيننا إلا بصمات القمحِ على جلودنا، وأعينٌ تحدّق إلى اللا مكان، ❝
2018: ❞ ناشزيْن وشاحبيْن، لا يجمع بيننا إلا بصمات القمحِ على جلودنا، وأعينٌ تحدّق في اللا مكان، ❝</blockquote></b>
أربع أمثلة .. يظهر بوضوح نضج الكتابة ، في النسخة الأصلية نرى التكلف في الوصف يكشف عن لين البداية والحماسة الشبابية في فرد عضلاتهم اللغوية .. هذه الرداءة البريئة تبخرت ما خرج عام 2018 ليست رواية بثينة العيسى الأولى. 

<b> ماذا بعد؟</b>
<b><blockquote>❞ ”كان الخطاطون اليابانيون القدامى يدعون قطرة حبر تسقط عندما يكتبون للدلالة على كمال عملهم“. ❝- الرجل الذي حدق في السماء لأيرنان ريبيرا لتيلير</blockquote></b>
لا .. لن أكمل مشروعي فالكاتب الغير متصالح مع هفواته لا يلزمني ولا تزيدني كتبه ، ساقرأ لبثينة متى ما كتبت شيء يلفتني ، هذه المراجعة للقراء .. لمن ينوي يبدأ بمشروع قراءة أعمال مؤلف بالترتيب .. أنتبه قد لا يكون العمل الأول بداية المؤلف!! ، وهذه المراجعة للكتاب .. لا تنشر عملك الأول .. دعه يتخمر مع أوراقك في الخزانة ، أكتب حتى تنشر ما تؤمن بأنه سيكون في العالم .. وبين الناس خطوتك الأولى التي لم تعد ملكك وحدك .