Scan barcode
A review by moudi
دكتور كلاس by Hjalmar Söderberg
dark
emotional
reflective
relaxing
sad
tense
slow-paced
- Plot- or character-driven? Character
- Strong character development? No
- Loveable characters? It's complicated
- Diverse cast of characters? No
- Flaws of characters a main focus? It's complicated
5.0
" أشعر في هذه اللحظات أن لا أحد في الكون وحيد غيري أنا ، أنا تيكو كابرييل كلاس ، الطبيب الذي في بعض الأوقات ينجد الآخرين، لكنه لم يكن قادراً قط على مساعدة نفسه ، والذي خلال الثلاثين عاماً المنصرمة من حياته لم يقرب امرأة. "
هي مذكرة يسجل الدكتور كلاس فيها يومياته موثقةً بالوقت أحيانًا وخالية من أي ذكر لليوم واحداثه أحيانًا أخرى، ولهذا فإن الرواية تدور حول كلاس وحده ومن يتقاطعون معه يدورون في فلكه حيث يسقط عليهم شعاع أفكاره ليعكسوها له مرة أخرى، شخصية كلاس معقدة وهو يدرك ذلك فيحاول حل العقدة ..
"أيها الصوت القائل (أريد قتله) لماذا تريد ذلك؟ أجب! - أريد أن أتحرك . الحياة حركة، عندما أشهد أمراً يجعلني ناقماً ، أريد أن أتدخل ."
الرواية تقع فيما حدث و سيحدث ..أما ما يحدث فهو الحياة الساكنة لكلاس ، اليوم الاعتيادي من التنزه إلى إغلاق الباب خلف آخر مريض ، وحيد كلاس تتنازعه الفكرة و نقيضها فلا إيمان ولا نكران ، منعزل عن محيطه ،لا يجيد الإندماج فيه .. حين جاءت امرأة لديها مشكلة مع زوجها ، كبقية النساء اللاتي يستقبلهن كلاس ويطلب منهم بموجب مهنته أن يصبرن ، لكن المرأة لم تأتي تطلب ما يطلبن عادةً من إجهاض .. بل جاءت تريد التخلص من الزوج نفسه .. زوجها القس .
"أرى المشهد مثل شعلة زهرية قادمة من عالم منغلق عني .. لكن بالنسبة لها، ألم يعن ما قمت به كل السعادة و الحياة؟ السعادة كما تراها هي وكما دفعتني لرؤيتها؟ لقد وعدتها بالمساعدة وهذا ما فعلت .. ما كان يجب حدوثه قد حدث. "
فرصة ، مساعدة زوجة القسيس كانت فرصته ليصنع لنفسه معنى ، قيمة يسعى لتحقيقها ، فرصة لكي لا يبقى وحيداً بعد الآن.. ليشعر بالحب حين يُعطى له وحين يشتعل فيه ، يقلب فكرة قتل القسيس المسن في رأسه فتتقلب مشاعر الحب في قلبه اتجاه زوجة القسيس ، تنمو تلك المشاعر في رحم الأمل لا في أرض الواقع ، يدرك كلاس أنها تحب كلاس ريكه ، الشاب الذي لو كان دكتور كلاس سيختار الشكل الذي يُخلق عليه لاختار شكل كلاس ريكه ، يدرك كلاس أن الحب يأتي من نفسه ولا يمكننا جره ، يدرك كلاس أن زوجة القسيس تُحب من لا يحبها كما يحبها هو .
" إلى اليوم ، لم أتعاف من صدمتي تلك. لماذا تحفظ استمرارية جنسنا الحيواني في الحياة و تصان بأعضاء نستخدمها عدة مرات للتخلص من الدنس؟ لماذا لا ترتهن ديمومتنا بسبل و أفعال قائمة على الكرامة و الجمال ، وفي الوقت نفسه باعثة لأعلى درجات إبهاج الحواس؟"
الشعور بالوحدة و فقدان الإيمان يحقنهما المؤلف في كل شبر في الرواية لكن معنى الحب عند دكتور كلاس يشع في فقرات ثم ينطفىء ، أنه يستقبح الجنس و يستحسن الحب ، يسخر من الشهوة ويعترف بالتصاقها في جنسه ، الرواية ذات طابع وجودي و الحب فيها هو شعلة كلاس الوحيدة التي ستتحول إلى رماد في النهاية .
"لم يكن بمقدور الرجل أن يقتل أحلامي، فراح يدنسها دون شعور . ولئن كنت أدين له بالشكر على شيء فذاك لانه راح بطيئاً وعلى مهله يقتل إيماني. ولا أريد استعادته ابداً. الإيمان عندما اتأمله الآن أشعر أنه فكرة فاسدة منحرفة ، فكل ما يتوق المرء له وكل ما يبعث في روحه السعادة ولو كان مجرد فكرة يعتبر خطيئة . رغبات الإنسان آثمة ما دام يحن إليها ويسعى لها بيديه ورجليه ؛ وما ان يزهد فيها حد القرف ،ما ان يراها عذاباً يشبه في وقعه سوط السياط ، يبيت عدم التوق إليها والسعي لنيها ذنباً كبيراً ، أخبرني، دكتور كلاس أليس هذا غريباً فاسداً ،أليس شاذاً ما يدفعوننا للقيام به؟"
شخصية زوجة القسيس تتقاطع مع شخصية دكتور كلاس في كثير من الجوانب ، فهي أيضاً وحيدة ولا تملك ما تؤمن به وترغب بالحب ، هي مثله أيضاً كبرت ولا معنى للجنس عندها ، هي مثله اكتشفت تلك الشهوة في الغابة .. وهي مثله تحب من لا يحبها ، قد يعتقد القارئ بأن هذا الدفء بين الشخصيتين سيعطي دكتور كلاس تعاطفاً مع جروح المرضى ومعاناتهم ، لكن هذا لم يحدث .. لم يحرك الحب شعور الرحمة عند كلاس اتجاه الآخرين .
" الخريف ينهب أشجاري . تقف شجرة الكستناء خارج نافذتي عارية مسودة. تتدافع الغيوم في قطعان متراكمة على السطوح ،ولم أعد أرى الشمس. "
يلمار نسج الرواية بقماش يتطابق مع شخصية كلاس ، الطبيعة كئيبة و حزينة ، المباني و الشوارع وحيدة مهملة ، القمر والغيوم و النجوم ، سكان السماء و الأرض يصفهم بطريقة تجعلهم جزء من الحبكة حيث يضيفون جوانب آخرى ومعاني لا يفصح عنها كلاس ولا يفعلها .. تسخير الطبيعة و الأماكن في السرد رائع .
رواية راقية .. وحميمة .
رواية راقية .. وحميمة .