Scan barcode
A review by moudi
Harpy: A Manifesto for Childfree Women by Caroline Magennis
fast-paced
2.0
كتاب جاء بطريقة عفوية ، لا تريد منه المؤلفة أن يكون علمياً ، ثم نقلت فيه أقوال نساء مختلفات كوسيلة لخلق صوت جماعي يعبر عن النساء اللاتي لا يريدن الإنجاب..
المؤلفة تخلط كثيرا و تتخبط بشكل يصل إلى الضجر فهي لا تبدو مدركة جيداً للذي تريده ، الحسنة الوحيدة هي حديثها عن وسم النساء اللاتي لا يرغبن بالإنجاب بالانانية و الرفاهية ، ولأن المشكلات كثيرة سنقسمها إلى:
<b> جعل الاختيار هوية!</b>
<b><blockquote>"There are two kinds of inten- tionally childless women - the ones who have always known and the ones who have come to the realisation slowly over time. Rarely is it a 'decision.It's not like deciding if a short haircut will suit you or if you should paint the bathroom teal
For me, it wasn't a decision at all. It's a conviction deep in my bones. We can no more row back on that feeling that someone who wants to have children can row back on their deeply held desire for family life." </blockquote></b>
ترفض المؤلفة سؤال لماذا و تصر على كونها لا ترغب بالإنجاب ليس لأنها قررت بل لأنها .. مخلوقة بانعدام رغبة ، حين تصبح الهوية مفهوم مطاطي نجد أمثال المؤلفة يدعون لأنفسهم حق تحقيق الميول والرغبة على أرض الواقع دون سؤال و نقاش بل يصبح أي حوار محاولة لنزع الحق ، المرأة الوحيدة التي انعدام الإنجاب جزء من هويتها هي العاقر وليست وحدها بل بجانبها شقيقها الرجل العقيم ، هما فقط من يكون عدم الإنجاب هوية ، أما الأخوة و الأخوات الذين تعمل اعضاءهم التناسلية على إنتاج الحيوانات و البويضات فهم أشخاص مخيرون ومن حقهم الاختيار .
لكن لماذا تريد المؤلفة جعل عدم الرغبة بالأطفال هوية؟
رغم أنها لا تجيب إلا أنك تستطيع رؤية سبب منطقي وهي الأمومة حين تصبح هوية ، تضع المنظومة الذكورية المرأة في دور الأم فقط ومن تفكر خارج إطار الطفل و البيت هي امرأة أقل إن لم تكن مذنبة وعليها التوبة، اختصار هوية المرأة بالأمومة يحمل ثقلاً فدور الأم ليس سهلاً متيسر ، لهذا ستجد المرأة نفسها مجبرة على دور صعب قد تفقد بسببه رغبات كثيرة ، الصواب أن لا تكون ردة الفعل خلق هوية مناقضة! ، أن نصنع هويتان إما أم أو امرأة بلا أطفال! .. ردة الفعل هذه ليست طفولية فحسب بل فيها عته و غباء ،الأمومة دور اجتماعي لا يفقدكِ فردانيتكِ .
وهناك سبب واقعي وهو التيار الهوياتي الذي أطلقه الشواذ جنسياً ، فالمؤلفة تشجع اختلاف انواع الأسر على أن لا تكون الأسرة البيولوجية هي الأصل ، وأن يكون مفهوم الرعاية بجانب مفهوم الوالدية حين يتعلق الأمر بالاهتمام بالأطفال، فتضع المرأة التي لا ترغب بالإنجاب بجانب الرجل المتحول و المرأة المتحولة و المرأة العاقر!.
خلاصة الكلام هنا أن دعوى الهوية مرفوضة فعدم الإنجاب للقادرين عليه يسمى قرار و أصحاب القرار تكون لهم أسباب خاصة في القبول و الرفض ، وحدهم الذين يولدون بلا قدرة يكون عدم الإنجاب جزء من وجودهم وعليه أي ممارسة تقلل من شأنهم أو تشيطن وجودهم تسمى عنصرية.
<b> وصف النساء بالمخلوق الخطافة</b>
مخلوق نصفه امرأة و الآخر طائر يدعى هاربي أو الخطاف ، لم يصف أحد المرأة التي لا ترغب بطفل بهذا الحيوان الاسطوري لكن المؤلفة تعتقد بأن وصف المرأة به يدل على القوة و الصلابة في مواجهة وسمات العار و الاحتقار !
<b>التهرب و عدم المواجهة </b>
الأنانية و الإنتاجية و الوحدة ، ثلاثة أمور ينظر إلى المرأة التي لا ترغب بالإنجاب من خلالها ، فيعتقد الجميع أنها تفكر في رغباتها الشخصية فقط بحيث لا تجد في نفسها رغبة في الإهتمام بطفل ولا تريد تحقيق رغبة زوجها بالابوة ، امرأة تهرب من المسؤوليات التي تتجاوز ذاتها ، ترد المؤلفة بأنها تحب رعاية الأطفال والاهتمام بهم و تحب مساعدة الأمهات و كبار السن ، أن فرصة التعاون أكبر حين تقرب من أسرتك امرأة لا ترغب بالإنجاب لأنها ستحب خدمة الآخرين وتملك وقت لذلك ، إذن سيكون الاعتقاد بأن النساء اللاتي لا يرغبن بالإنجاب يوفرون أكثر لأصحاب رؤوس الأموال صحيح ، فهن موظفات أفضل لكونهن متفرغات للإنتاج فليس لديهن مسؤوليات تحتم عليهن تقليص و تخصيص أيام للعمل و الإجازة، ترد المؤلفة بأن هذا ليس بصحيح فلا يجب النظر إلى التي تقرر عدم الإنجاب على أنها موظفة متفرغة فربما لديها شغلها الخاص وتريد له وقتاً وهي تقر وتحترم النساء اللاتي يجدون أنفسهم في وظائفهم لكنها ترفض وضع توقعات إنتاجية عالية على اكتافهن، يعتقد بأن الوحدة ترافق المرأة التي لا تريد طفل لكن المؤلفة ترفض فهي لديها زوجها وغيرها لديهن صديقات .
ما الذي تفعله؟
المؤلفة تهرب بهويتها - أو بالأصح برغبتها - من التصور السلبي ، لذلك تنفي الأنانية رغم أن نساء مثلها كثر شجاعات قالن بصريح العبارة نعم .. لا أريد مسؤولية أريد الإهتمام بنفسي فحسب ثم يسردون روتين الأمهات ليقلن في الختام بأنهن أراحن انفسهن، الصراحة مهمه هنا فإن كانت تربية طفل أمراً لستِ قادرة عليه.. أتركيه، لكن المؤلفة ليست بقادرة على الاعتراف بأنها لا تريد أن تهتم بطفل منذ الفجر كي لا تصور بالانانية فتقول سأهتم بأطفالكن يا أمهات! ، ثم موضوع الإنتاجية وهو موضوع شائك حيث يتبنى التيار الهوياتي المسعور رؤية مناهضة للرأسمالية، والنساء اللاتي لا يرغبن باطفال سيأخذن وظائف الأمهات في شركة انتهازية.. وستكون فرصة توظيف الأمهات أقل في سوق تعرض فيه امرأة بلا طفل خدمتها ، الهروب من دعم الرأسمالية بالقول بأنها ستأخذ إجازة أيضا لأنها تريد أن تمارس هواية يضحكني ، ربما من الأفضل أن ترفع عن نفسها الملامة وتشير إلى النظام الذي يضعها محل شقيقتها الأم دون أن تنكر قيمتها في السوق ، ثم الوحدة .. كان بالإمكان المؤلفة أن تجب بعدم الضمان ، لا يمكنك أن تعول على أبدية أي علاقة .. لكنها تدرك ما يمكن أن تفعله العائلة البيولوجية و ثنائية البنوة و الأبوة، المنزل الذي يسكنه طفل يستحيل أن يكون مثل منزل بلا طفل ، الأصوات و الفوضى و العمل المتواصل .. لها طعم مختلف تدركه الأمهات بعدما يكبر آخر أطفالها ، فحين يسألون امرأة لا تريد طفلا لماذا تختار الوحدة دون صحبة ابن في حياتها تجيبهم بأنها في صحبة زوجها ..
الأمر في النهاية أختيار لكن انعدام الشفافية يغضبني ، ثم مهلاً هي اختارت عدم الإنجاب ماذا عن زوجها؟ هل اكتشف هويته حين تزوجها؟ أم أختار البقاء معها على أن يكون أب ؟ ، مسألة الهوية مستفزة .
<b>وضع كل الظلم الذي على المرأة في مواجهة المرأة التي اختارت عدم الإنجاب</b>
<b><blockquote>"Don’t be intimidated by all the babies they have/Don’t be embarrassed that all you’ve had is fun" </blockquote></b>
الكتاب تضع المؤلفة جميع انواع قهر المرأة في مواجهة قرار عدم الإنجاب وهذا سلوك تحاول فيه خلق نضال و مقاومة أكبر من الواقع ، أن المرأة التي خلقت بامكانية الاختيار لا يمكن لأحد أن يوسمها بالقصور و النقص مثلما توسم المرأة العاقر ، فهذه المرأة لديها سلاح الرفض .. قد قالت لا للتصور التقليدي عن دور المرأة في المجتمع.. قالت لا للامومة، مستفز سلب المرأة العاقر نضالها ليشمل امرأة سليمة فقط لكي تخلق لنفسها سردية نضالية ، الصراع الحقيقي هو وسمها بالشبق و خيانة العرق والأمة - خاصة في الشعوب التي عانت حروباً تطهيرية- ، هذا ميدان الجدل فهي صحيحة البطن يمكنها أن تنجب فكيف تصور بالقصور ! .
ثم نجدها تدخل نفسها في معاناة المرأة التي تسعى للاجهاض أو التي تعاني من تدخل الأطباء في صحتها بحيث تشاركهم معاناة التحكم في جسمها، وهذا ليس بصحيح فهي اختارت ولا يمكن لأحد أن يحقنها ببيضة مخصبة! .. المرأة التي بيد الرعاية الصحية علاجها هي التي تعاني من وصاية على الجسد ، ثم يذكرني الأمر حين قررت احداهن التخلص من المبايض فقررت الطبيب اعطاءها فترة تفكير فوجدت في قراره وصاية! ، طبيعي لن يستعجل .. من انسانيته أن لا يستعجل .
واخيراً نراها تتسلل إلى المنظومة الفكرية الجندرية لتقول نحن أيضا نوع أسرة مثل نوع الأسرة السحاقية و الأسرة اللوطية و الأسرة المتحولة ، نواجه التصور المحدود للأسرة وحصرها في الأسرة البيولوجية المكونه من الجنسين، لكنها لا تدرك بأنها ليست أسرة أصلا، الأسرة محاضن الأطفال أما الشخصين المتزوجين هما زوجان فحسب ، لا يهمني جدل القيمة بل يهمني هنا ميوعة المفهوم و محاولة المؤلفة صنع سردية المظلومية و القهر !
هذا يدل على عجز المؤلفة في فهم شعور الضغط الذي تمر به لقرار اختارته، فتهرب من الاتهامات الحقيقية الموجهه لقرارها إلى ساحات صراع لا تشملها كي تجد لنفسها فريق تنتمي له وتجد إجابات جاهزه لعدو هي اختارته! ، كان عليها الجلوس مع افكارها ومراجعة أثر قرارها في دعم الرأسمالية وفي تصويرها كامراة شهوانية و تصويرها كخائنة لعرقها الايرلندي..
ليست مسألة وصاية فالعكس صحيح ،ولا مسألة قهر وجودي فهي تستطيع الإنجاب ولا تريد ، ولا مسألة محاربة زواجها لأجل الأسرة البيولوجية لأنها أصلا لا تشكل أسرة مع زوجها .
<b> التعاطف إلى درجة التقزز</b>
تكرار المؤلفة أنها في صف الأمهات و تحب رعاية الأطفال وترغب في تسخير وقتها لاجلهم يجعلني اشفق على العجز الفكري الذي وقعت فيه فراحت تكرر على النساء لست عدو انا احبكم! .
كان يكفيها مرة واحدة توضح فيها موقفها من الأسرة البيولوجية ، الإصرار على تأكيد أنها ليست خصم مثيرة للشفقة .
اخيراً المؤلفة امرأة تبحث عن القبول ولا تملك شجاعة الاعتراف بأسباب قرارها، قرار الإنجاب يجب أن يكون واعي وكذلك قرار عدم الانجاب، هذا القرار ليس هوية بل اختيار مرهون بظروف الحياة المختلفة ، مثله مثل قرار الزواج .
المؤلفة تخلط كثيرا و تتخبط بشكل يصل إلى الضجر فهي لا تبدو مدركة جيداً للذي تريده ، الحسنة الوحيدة هي حديثها عن وسم النساء اللاتي لا يرغبن بالإنجاب بالانانية و الرفاهية ، ولأن المشكلات كثيرة سنقسمها إلى:
<b> جعل الاختيار هوية!</b>
<b><blockquote>"There are two kinds of inten- tionally childless women - the ones who have always known and the ones who have come to the realisation slowly over time. Rarely is it a 'decision.It's not like deciding if a short haircut will suit you or if you should paint the bathroom teal
For me, it wasn't a decision at all. It's a conviction deep in my bones. We can no more row back on that feeling that someone who wants to have children can row back on their deeply held desire for family life." </blockquote></b>
ترفض المؤلفة سؤال لماذا و تصر على كونها لا ترغب بالإنجاب ليس لأنها قررت بل لأنها .. مخلوقة بانعدام رغبة ، حين تصبح الهوية مفهوم مطاطي نجد أمثال المؤلفة يدعون لأنفسهم حق تحقيق الميول والرغبة على أرض الواقع دون سؤال و نقاش بل يصبح أي حوار محاولة لنزع الحق ، المرأة الوحيدة التي انعدام الإنجاب جزء من هويتها هي العاقر وليست وحدها بل بجانبها شقيقها الرجل العقيم ، هما فقط من يكون عدم الإنجاب هوية ، أما الأخوة و الأخوات الذين تعمل اعضاءهم التناسلية على إنتاج الحيوانات و البويضات فهم أشخاص مخيرون ومن حقهم الاختيار .
لكن لماذا تريد المؤلفة جعل عدم الرغبة بالأطفال هوية؟
رغم أنها لا تجيب إلا أنك تستطيع رؤية سبب منطقي وهي الأمومة حين تصبح هوية ، تضع المنظومة الذكورية المرأة في دور الأم فقط ومن تفكر خارج إطار الطفل و البيت هي امرأة أقل إن لم تكن مذنبة وعليها التوبة، اختصار هوية المرأة بالأمومة يحمل ثقلاً فدور الأم ليس سهلاً متيسر ، لهذا ستجد المرأة نفسها مجبرة على دور صعب قد تفقد بسببه رغبات كثيرة ، الصواب أن لا تكون ردة الفعل خلق هوية مناقضة! ، أن نصنع هويتان إما أم أو امرأة بلا أطفال! .. ردة الفعل هذه ليست طفولية فحسب بل فيها عته و غباء ،الأمومة دور اجتماعي لا يفقدكِ فردانيتكِ .
وهناك سبب واقعي وهو التيار الهوياتي الذي أطلقه الشواذ جنسياً ، فالمؤلفة تشجع اختلاف انواع الأسر على أن لا تكون الأسرة البيولوجية هي الأصل ، وأن يكون مفهوم الرعاية بجانب مفهوم الوالدية حين يتعلق الأمر بالاهتمام بالأطفال، فتضع المرأة التي لا ترغب بالإنجاب بجانب الرجل المتحول و المرأة المتحولة و المرأة العاقر!.
خلاصة الكلام هنا أن دعوى الهوية مرفوضة فعدم الإنجاب للقادرين عليه يسمى قرار و أصحاب القرار تكون لهم أسباب خاصة في القبول و الرفض ، وحدهم الذين يولدون بلا قدرة يكون عدم الإنجاب جزء من وجودهم وعليه أي ممارسة تقلل من شأنهم أو تشيطن وجودهم تسمى عنصرية.
<b> وصف النساء بالمخلوق الخطافة</b>
مخلوق نصفه امرأة و الآخر طائر يدعى هاربي أو الخطاف ، لم يصف أحد المرأة التي لا ترغب بطفل بهذا الحيوان الاسطوري لكن المؤلفة تعتقد بأن وصف المرأة به يدل على القوة و الصلابة في مواجهة وسمات العار و الاحتقار !
<b>التهرب و عدم المواجهة </b>
الأنانية و الإنتاجية و الوحدة ، ثلاثة أمور ينظر إلى المرأة التي لا ترغب بالإنجاب من خلالها ، فيعتقد الجميع أنها تفكر في رغباتها الشخصية فقط بحيث لا تجد في نفسها رغبة في الإهتمام بطفل ولا تريد تحقيق رغبة زوجها بالابوة ، امرأة تهرب من المسؤوليات التي تتجاوز ذاتها ، ترد المؤلفة بأنها تحب رعاية الأطفال والاهتمام بهم و تحب مساعدة الأمهات و كبار السن ، أن فرصة التعاون أكبر حين تقرب من أسرتك امرأة لا ترغب بالإنجاب لأنها ستحب خدمة الآخرين وتملك وقت لذلك ، إذن سيكون الاعتقاد بأن النساء اللاتي لا يرغبن بالإنجاب يوفرون أكثر لأصحاب رؤوس الأموال صحيح ، فهن موظفات أفضل لكونهن متفرغات للإنتاج فليس لديهن مسؤوليات تحتم عليهن تقليص و تخصيص أيام للعمل و الإجازة، ترد المؤلفة بأن هذا ليس بصحيح فلا يجب النظر إلى التي تقرر عدم الإنجاب على أنها موظفة متفرغة فربما لديها شغلها الخاص وتريد له وقتاً وهي تقر وتحترم النساء اللاتي يجدون أنفسهم في وظائفهم لكنها ترفض وضع توقعات إنتاجية عالية على اكتافهن، يعتقد بأن الوحدة ترافق المرأة التي لا تريد طفل لكن المؤلفة ترفض فهي لديها زوجها وغيرها لديهن صديقات .
ما الذي تفعله؟
المؤلفة تهرب بهويتها - أو بالأصح برغبتها - من التصور السلبي ، لذلك تنفي الأنانية رغم أن نساء مثلها كثر شجاعات قالن بصريح العبارة نعم .. لا أريد مسؤولية أريد الإهتمام بنفسي فحسب ثم يسردون روتين الأمهات ليقلن في الختام بأنهن أراحن انفسهن، الصراحة مهمه هنا فإن كانت تربية طفل أمراً لستِ قادرة عليه.. أتركيه، لكن المؤلفة ليست بقادرة على الاعتراف بأنها لا تريد أن تهتم بطفل منذ الفجر كي لا تصور بالانانية فتقول سأهتم بأطفالكن يا أمهات! ، ثم موضوع الإنتاجية وهو موضوع شائك حيث يتبنى التيار الهوياتي المسعور رؤية مناهضة للرأسمالية، والنساء اللاتي لا يرغبن باطفال سيأخذن وظائف الأمهات في شركة انتهازية.. وستكون فرصة توظيف الأمهات أقل في سوق تعرض فيه امرأة بلا طفل خدمتها ، الهروب من دعم الرأسمالية بالقول بأنها ستأخذ إجازة أيضا لأنها تريد أن تمارس هواية يضحكني ، ربما من الأفضل أن ترفع عن نفسها الملامة وتشير إلى النظام الذي يضعها محل شقيقتها الأم دون أن تنكر قيمتها في السوق ، ثم الوحدة .. كان بالإمكان المؤلفة أن تجب بعدم الضمان ، لا يمكنك أن تعول على أبدية أي علاقة .. لكنها تدرك ما يمكن أن تفعله العائلة البيولوجية و ثنائية البنوة و الأبوة، المنزل الذي يسكنه طفل يستحيل أن يكون مثل منزل بلا طفل ، الأصوات و الفوضى و العمل المتواصل .. لها طعم مختلف تدركه الأمهات بعدما يكبر آخر أطفالها ، فحين يسألون امرأة لا تريد طفلا لماذا تختار الوحدة دون صحبة ابن في حياتها تجيبهم بأنها في صحبة زوجها ..
الأمر في النهاية أختيار لكن انعدام الشفافية يغضبني ، ثم مهلاً هي اختارت عدم الإنجاب ماذا عن زوجها؟ هل اكتشف هويته حين تزوجها؟ أم أختار البقاء معها على أن يكون أب ؟ ، مسألة الهوية مستفزة .
<b>وضع كل الظلم الذي على المرأة في مواجهة المرأة التي اختارت عدم الإنجاب</b>
<b><blockquote>"Don’t be intimidated by all the babies they have/Don’t be embarrassed that all you’ve had is fun" </blockquote></b>
الكتاب تضع المؤلفة جميع انواع قهر المرأة في مواجهة قرار عدم الإنجاب وهذا سلوك تحاول فيه خلق نضال و مقاومة أكبر من الواقع ، أن المرأة التي خلقت بامكانية الاختيار لا يمكن لأحد أن يوسمها بالقصور و النقص مثلما توسم المرأة العاقر ، فهذه المرأة لديها سلاح الرفض .. قد قالت لا للتصور التقليدي عن دور المرأة في المجتمع.. قالت لا للامومة، مستفز سلب المرأة العاقر نضالها ليشمل امرأة سليمة فقط لكي تخلق لنفسها سردية نضالية ، الصراع الحقيقي هو وسمها بالشبق و خيانة العرق والأمة - خاصة في الشعوب التي عانت حروباً تطهيرية- ، هذا ميدان الجدل فهي صحيحة البطن يمكنها أن تنجب فكيف تصور بالقصور ! .
ثم نجدها تدخل نفسها في معاناة المرأة التي تسعى للاجهاض أو التي تعاني من تدخل الأطباء في صحتها بحيث تشاركهم معاناة التحكم في جسمها، وهذا ليس بصحيح فهي اختارت ولا يمكن لأحد أن يحقنها ببيضة مخصبة! .. المرأة التي بيد الرعاية الصحية علاجها هي التي تعاني من وصاية على الجسد ، ثم يذكرني الأمر حين قررت احداهن التخلص من المبايض فقررت الطبيب اعطاءها فترة تفكير فوجدت في قراره وصاية! ، طبيعي لن يستعجل .. من انسانيته أن لا يستعجل .
واخيراً نراها تتسلل إلى المنظومة الفكرية الجندرية لتقول نحن أيضا نوع أسرة مثل نوع الأسرة السحاقية و الأسرة اللوطية و الأسرة المتحولة ، نواجه التصور المحدود للأسرة وحصرها في الأسرة البيولوجية المكونه من الجنسين، لكنها لا تدرك بأنها ليست أسرة أصلا، الأسرة محاضن الأطفال أما الشخصين المتزوجين هما زوجان فحسب ، لا يهمني جدل القيمة بل يهمني هنا ميوعة المفهوم و محاولة المؤلفة صنع سردية المظلومية و القهر !
هذا يدل على عجز المؤلفة في فهم شعور الضغط الذي تمر به لقرار اختارته، فتهرب من الاتهامات الحقيقية الموجهه لقرارها إلى ساحات صراع لا تشملها كي تجد لنفسها فريق تنتمي له وتجد إجابات جاهزه لعدو هي اختارته! ، كان عليها الجلوس مع افكارها ومراجعة أثر قرارها في دعم الرأسمالية وفي تصويرها كامراة شهوانية و تصويرها كخائنة لعرقها الايرلندي..
ليست مسألة وصاية فالعكس صحيح ،ولا مسألة قهر وجودي فهي تستطيع الإنجاب ولا تريد ، ولا مسألة محاربة زواجها لأجل الأسرة البيولوجية لأنها أصلا لا تشكل أسرة مع زوجها .
<b> التعاطف إلى درجة التقزز</b>
تكرار المؤلفة أنها في صف الأمهات و تحب رعاية الأطفال وترغب في تسخير وقتها لاجلهم يجعلني اشفق على العجز الفكري الذي وقعت فيه فراحت تكرر على النساء لست عدو انا احبكم! .
كان يكفيها مرة واحدة توضح فيها موقفها من الأسرة البيولوجية ، الإصرار على تأكيد أنها ليست خصم مثيرة للشفقة .
اخيراً المؤلفة امرأة تبحث عن القبول ولا تملك شجاعة الاعتراف بأسباب قرارها، قرار الإنجاب يجب أن يكون واعي وكذلك قرار عدم الانجاب، هذا القرار ليس هوية بل اختيار مرهون بظروف الحياة المختلفة ، مثله مثل قرار الزواج .